×

“أنفاس من حجر”.. مشروع تخرج يوثق صرخة عمال المحاجر في تجربة وثائقية شجاعة

“أنفاس من حجر”.. مشروع تخرج يوثق صرخة عمال المحاجر في تجربة وثائقية شجاعة

خاض مجموعة من طلاب كلية الإعلام بجامعة الأهرام الكندية تجربة وثائقية شجاعة تحمل طابعًا إنسانيًا مؤثرًا، من خلال مشروع تخرج بعنوان “أنفاس من حجر”، الذي اقتحم عالماً صامتاً خلف الجبال البيضاء في محافظة المنيا، حيث يكافح مئات العمال في ظروف قاسية لا تعرف الرحمة.

رصد الفيلم الواقع الحقيقي لعمال المحاجر من خلال قصص إنسانية حية، توثق رحلة المعاناة اليومية لأشخاص أجبرتهم الحياة على ترك مقاعد الدراسة والتخلي عن الأحلام، والالتحاق بأعمال محفوفة بالخطر والموت اليومي تحت الصخور والغبار.

اعتمد فريق العمل على البحث الميداني والنزول إلى أرض الواقع، حيث أجروا مقابلات مباشرة مع العمال وزاروا المحاجر بأنفسهم، كما استعانوا برأي طبي من الدكتور جمال شعبان مدير معهد القلب السابق، الذي قدّم شرحًا علميًا مفصلًا حول الأمراض الصدرية ومخاطر استنشاق الغبار على المدى الطويل.

سلّط “أنفاس من حجر” الضوء على ثلاث قضايا رئيسية من قضايا التنمية المستدامة، وهي: حرمان الأطفال من التعليم بسبب الفقر، وانعدام الرعاية الصحية والتعرض للأمراض الخطيرة، وغياب العدالة الاجتماعية في ظل غياب قوانين تحمي حياة العمال وحقوقهم.

شارك في تنفيذ الفيلم كل من: إلهام إبراهيم، هايدي رأفت، إيلاريا عادل، عمر وائل، محمد أحمد، وتولّت فكرة العمل والإشراف الأكاديمي عليه الدكتورة مارينا إبراهيم ميخائيل، المدرس بقسم الإذاعة والتلفزيون بكلية الإعلام جامعة الأهرام الكندية.

جاءت مهمة التصوير من تنفيذ إلهام إبراهيم وإيلاريا عادل، وكان الإعداد لـ إلهام إبراهيم، بينما تولّت هايدي رأفت الإخراج وساعدت إيلاريا عادل في الإخراج، كما كتب السكريبت عمر وائل ومحمد أحمد، وتولّى هندسة الصوت الحسن فهمى.

أثار الفيلم إعجاب لجنة التحكيم التي منحته تقدير “امتياز”، لما يحمله من موضوع مؤثر، ولما رصدته من جهد كبير بذله فريق العمل، كما تنبأت اللجنة لهؤلاء الطلاب بمستقبل واعد في مجال صناعة الإعلام والوثائقيات، لما أظهروه من وعي وفهم عميق لطبيعة القضايا الإنسانية التي تستحق أن تُروى.

يرى صناع الفيلم أن “أنفاس من حجر” ليس مجرد مشروع تخرج، بل هو دعوة للالتفات إلى أولئك الذين يعملون في الظل ويموتون في صمت، ورسالة توعية تهدف إلى خلق حوار مجتمعي حول أوضاعهم وتحقيق الحد الأدنى من العدالة والكرامة التي يستحقها كل إنسان.

منوعات