سويسرا ومصر تختمان الاحتفال بـ90 عاماً من الصداقة بحفل ثقافي على ضفاف النيل.
سويسرا ومصر تختمان الاحتفال بـ90 عاماً من الصداقة بحفل ثقافي على ضفاف النيل.
دعاء محمد
نظّمت سفارة سويسرا في مصر امس الحفل الختامي للاحتفال الذي امتد على مدار عام كامل بمناسبة الذكرى التسعين لمعاهدة “الصداقة” التاريخية بين سويسرا ومصر، وللاحتفاء بتسعين عاماً من العلاقات الدبلوماسية بين البلدين. وقد جمع هذا الحدث البارز أكثر من 300 ضيف مرموق من المسؤولين الحكوميين، والفنانين، وقادة الأعمال، والأكاديميين، والإعلاميين، وأعضاء الجاليتين السويسرية والمصرية، في احتفال ثقافي ملهم على ضفاف نهر النيل.
أُقيم الحفل في قصر جزيرة الذهب، وجاء تخليداً للعلاقات الثنائية الراسخة منذ توقيع معاهدة الصداقة في عام 1934 وافتتاح أول مكتب تمثيل دبلوماسي لسويسرا في القاهرة عام 1935. وعلى مدار العام الماضي، قدمت السفارة السويسرية برنامجاً متنوعاً من الفعاليات الثقافية والدبلوماسية، شمل معارض فنية، وعروضاً موسيقية، وعروضاً سينمائية، ومنتديات تركز على الابتكار – جميعها تعكس قوة وصلابة وطابع العلاقات السويسرية-المصرية المتطلع إلى المستقبل.
لم يكن هذا الحدث ختاماً بقدر ما كان استمراراً لقصة مشتركة – وهو ما أكده سعادة سفير سويسرا في مصر،وقال الدكتور أندرياس باوم، “هذا ليس حفلاً للوداع، بل على العكس، إنه أشبه بتجديد العهود.”
وقد انطلق برنامج الذكرى السنوية في يونيو 2024 بلوحة فنية ضخمة للفنان سايب (Saype) نُفذت على الأرض بالقرب من أهرامات الجيزة، عاكسة عمق وتنوع العلاقات الثنائية التي تشمل الثقافة، والتعاون الاقتصادي، وعلم الآثار، والاستدامة، والتواصل بين الشعوب. ومن مهرجانات الجاز وورش الشوكولاتة إلى معارض الآثار، سلطت سلسلة الفعاليات الضوء على ما وصفه السفير بأنه “صداقة تقوم على القيم المشتركة: الثقة، والابتكار، والاحترام الثقافي، وحس الدعابة الجيد.”
تضمّن الحفل الختامي برنامجاً فنياً غامراً، شمل معرضاً فوتوغرافياً يعرض رؤى سويسرية ومصرية، وأداءً موسيقياً، وتجارب تفاعلية تُجسّد فن الحكي المصري بعدسة سويسرية. و بتجربة طهويه جمعت بين النكهات السويسرية والمصرية، في أجواء بصرية مبهرة تخللتها عروض ضوئية تسرد أبرز المحطات التاريخية في مسيرة هذه الصداقة.
وفي كلمته الختامية، شدد السفير على أهمية هذه الرحلة الممتدة على مدار 90 عاماً، وأكد على استمرار أهمية الشراكة الثنائية في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية. كما وجّه تحية خاصة إلى الأفراد الذين ساهموا في إنجاح هذا الحدث، مسلطاً الضوء على دور النساء القياديات والمبدعات اللواتي كنّ في قلب التنظيم من فنانات وموسيقيات إلى منتجات ومنسقات معارض.
وانطلاقاً من القيم الإنسانية الراسخة في السياسة السويسرية، تضمنت الكلمة أيضاً إشارة إلى تعقيدات السياق الإقليمي الحالي، مع تجديد الأمل المشترك بأن تحمل العقود القادمة السلام والكرامة والعدالة والتمسك بالقانون الدولي.
ومع اختتام احتفالات الذكرى التسعين، تتطلع سفارة سويسرا إلى تعميق شراكتها متعددة الأبعاد مع مصر في السنوات المقبلة استناداً إلى إرث من التبادل الثقافي، والتعاون الاقتصادي، والاحترام المتبادل.