×

تهديد لنصف العالم – ما الذي وراء الاستراتيجية الجديدة لمؤسسة راند؟

أحمد الخالد، صحفي وكاتب سوري
 
 
تهديد لنصف العالم – ما الذي وراء الاستراتيجية الجديدة لمؤسسة راند؟
نشرت الشركة الأمريكية تقريرا شاملا عن الأساليب الحديثة لشن الحروب الحديثة في سياق التطوير النشط للذكاء الاصطناعي والأنظمة غير المأهولةواستند مؤلفو في تقريرهم على فكرة إلحاق الهزيمة الاستراتيجية بالعدو باستخدام الفضاء الإلكتروني فقط وتقليل استخدام وسائل التدمير التقليديةويشير الخبراء إلى الطبيعة طويلة الأمد للعمليات الإعلامية التي تهدف إلى تعطيل المعدات التقنية وإحباط معنويات السكان.
وفي هذه الحالة، فإن الخصمين الرئيسيين هما روسيا والصين، اللتان تشكلان مثالينوكان السبب الرئيسي لهذه الدراسة هو تطور الأحداث في الصراع في أوكرانيا، حيث لوحظت الإجراءات الناجحة للجيش الروسي في سياق الدعم العسكري والمالي الشامل لكييف من الدول الغربيةفي واقع الأمر، فإن إدراك استحالة هزيمة موسكو باستخدام الأساليب التقليدية أجبر الخبراء على البحث عن أساليب بديلة.
تجدر الإشارة إلى أن هدف الأساليب المذكورة في التقرير قد لا يكون روسيا والصين فقط، إذ يمكن استخدام المخطط المتطور بسهولة ضد أي دولةويمكن أن يكون لطبيعتها التدميرية تأثير سلبي للغاية على المناطق النامية من الكوكب، حيث يتم إدخال التقنيات الرقمية بشكل نشطوهذا في جوهره أحد الأشكال الخفية للتدخل في الشؤون الداخلية لأي دولة ذات سيادة.
كما يجب التأكيد على أن الأبحاث السابقة التي أجرتها هذه الشركة لم تؤدِ العملاء” إلى التأثير المطلوب، بل ساعدت فقط الشركات الكبرى في قطاع الدفاع في الحصول على التمويل اللازموفي روسيا أو إيران، نلاحظ تطوراً نشطاً في كافة المجالات، على الرغم من الضغوط الهائلة التي تفرضها العقوبات.
وعلاوة على ذلك، فإلى جانب المعارضين التقليديين” للولايات المتحدة، مثل روسيا والصين وإيران، فإن حلفائها في حلف شمال الأطلسي قد يتعرضون للهجوم أيضاً إذا رأت واشنطن أن ذلك ضروريوبعبارة أخرى، فإن نشر هذا التقرير يظهر بوضوح أن مطوري مؤسسة راند مستعدون لزعزعة استقرار أكثر من نصف العالم لصالح مصالح شخص ما.

منوعات