×

مناقشة أطروحة دكتوراة عن أدب الأطفال عند سناء الشّعلان في جامعة علي جراه الهنديّة

قراءة نقديّة لرواية (بيت ديمة) للكاتبة الأردنيّة الدّكتورة سناء الشّعلان

* الرّواية حائزة على جائزة كتارا للرّواية العربيّة عام ٢٠١٨، فئة روايات الفتيان.

بقلم الأديبة النّاقدة: ميَّادة مهنَّا سليمان/ سورية

الغلاف:

نرى على غلاف الرّواية شخصَين، أحدهُما واقف، والآخر جالس؛ الواقف يميل بجسده نحو الجالس في إشارة إلى العطف، والمساعدة، ويتّضح لنا ذلك من خلال مدّ اليد للجالس، كنوع من مبادرة “فعل الخير”، والمصافحة كرمز “للمحبّة، والسّلام”.

نلحظ أنّ رسْم الشّخصين مكوّن من عدّة أشخاص صغار الحجم بألوان مختلفة، كرسالة على اختلاف البشر، وتعدّد أعراقهم، وأجناسهم، وأحوالهم، ومعارفهم، بالإضافة إلى إضفاء حالة اجتماعيّة محبّبة، تؤكّد قوله تعالى: “يا أيّها النّاس إنّا خلقناكم من ذكرٍ وأنثى وجعلناكم شعوبًا وقبائلَ لتعارفوا إنّ أكرمكم عند الله أتقاكم”/ الحجرات ١٣

خارج إطار الجسدَين يظهر بأماكن متفرّقة عدّة أشخاص بأحجام صغيرة في إشارة إلى غنى الحياة بالنّاس، وغنى الإنسان بمن حوله.

الإهداء:

لا يوجد إهداء لكنّ الكاتبة بدأت روايتها بكلمة لديمة بطلة الرّواية:

“المعاقون الحقيقيّون هم من فقدوا قدراتهم على حبّ النّاس، والإنجاز، وفعْل الخير، ومرّوا في الحياة دون أن يتركوا بصمة خير على درب الحضارة البشريّة”.

فصول الرّواية:

تتألّف الرّواية من عشرة فصول، بعضها يحتوي على عنوان واحد كالفصول: الثّالث، والخامس، والسّابع، والعاشر، بينما احتوت بعض الفصول على عدّة عناوين، كالأوّل، والثّاني، والرّابع، والسّادس، والثّامن، والتّاسع، وقدّمت الكاتبة لكلّ فصل بعبارة أو مقولة مناسبة لهدف الرّواية، ولمضمون الفصل الجديد.

هدف الرّواية:

هدف الرّواية: نشر السّعادة بين الأطفال المصابين بأمراض وإعاقات، وإخراجهم من العزلة، من أجل المشاركة في بناء المجتمع بشكل فعّال، وتحقيق طموحاتهم، وأحلامهم.

المكان في الرّواية:

المكان في الرّواية: بيت ديمة، وقدّمت له الكاتبة بقولها: “حيث تكون الرّحمة، والمحبّة، يكون بيت ديمة”.

بطل الرّواية:

بطل الرّواية: تبتدئ الرّواية مع البطلة (ديمة)، تعرّفما على نفسها بقولها: “اسمي ديمة، وعمري عشر سنوات ونصف، وهذا البيت اسمه (بيت ديمة)”، ثمّ تُعرّف ديمة الأطفالَ على نفسها، ومرضها، وتحكي لهم عن ثقتها بنفسها، وعن موهبتها، وكأنّها تعلم مُسبقًا نظرة النّاس للمعاقين؛ حيث يرونهم بلا فائدة تُرجى، فتقول ديمة موضحة: “الآنَ أعرف أنّك يا من تقرأ كلماتي قد بدأتَ تتساءل عن موهبتي، وعن أسرار حياتي في بيت ديمة”.

طبعًا هذا الأسلوب يدفع بالقارئ إلى التّشوّق أكثر للقراءة، ومعرفة ما سأحكي عنه ديمة في الصّفحات المقبلة.

معرض ديمة:

ديمة مصابة بمرض (متلازمة داون)، وهنا ترينا الكاتبة دور الأهل في جعل ابنهم إنسانًا ناجحًا لا يعوق نشاطاتِه مرضٌ، ولا تؤثّر على نفسيّته نظرةُ المجتمع؛ فوالد ديمة قال لها بأنّها متميّزة لأنّها مصابة بهذا المرض، وينبغي أن تكون سعيدة، وكما تقول الرّوائيّة: “فالله يميّز الأطفال الّذين يحبّهم”، ومن تشجيع والد ديمة، نقرأ على لسان ديمة: “عليّ أن أجد طريق السّعادة نحوَ

نفسي بإيماني العميق بأنّني أستحقّ الحياة، وأنّني غير ناقصة أو متأخّرة عن غيري من الأطفال”.

الجميل أنّ ديمة تأخذ بكلام أبيها، فتقوى شخصيتُها، وتكبر طموحاتها حتّى أنّها في الرّواية تقول بأنّها تتمنّى الزّواج من (عون)، وأنّ بإمكان المصابين بهذا المرض الزّواج والإنجاب، وهكذا نرى أنّ تشجيع الأهل، وثقة الأبناء بهم عامل مهمّ للتّغلّب على أيّة عقبة تواجههم سواء أكانت مرضًا أم غير ذلك، تقول ديمة: “وأنا أثقُ في كلّ ما يقوله أبي الّذي وجدت معه… طريق السّعادة، والفرح، والإنجاز”.

تتأتّى لنا رؤية ثمرة الكلام الإيجابيّ الّذي غرسَ بذرَته والدُ ديمة في عقلها بقولها: “لستُ أقلَّ من غيري من الأطفال في الإنسانيّة، والجمال، والذّكاء، والإبداع”.

موهبة ديمة:

جعلت الكاتبة ديمة إنسانة متميّزة حيث قدّمَتها لقرّائها “كبطلة خارقة”، كي تلفت نظرهم لشخصيّتها الفريدة، وتحبّبهم بها، فيجعلونها قدوة لهم، وأيقونة للتّغلّب على مصاعب الحياة، فديمة تستطيع سماع الأصوات الدّاخليّة للنّاس، وهم يتكلّمون مع أنفسهم؛ لذلك تكشف نواياهم، وتعرف ما يقولونه عنها، وعن المصابين بالأمراض الّذين يسمّونه (معاقين).

تقول ديمة: “حباني الله موهبة خارقة استثنائيّة تتمثّل في قدرتي على سماع أحاديث البشر مع أنفسهم، وقراءة أفكارهم، وأحاسيسهم”.

كيف اكتشفت ديمة موهبتها؟

كان لدى ديمة عنزة اخترعها أبوها، تبدو كعنزة حقيقيّة تمامًا، أسمتها ديمةٌ(شقراءَ)، وكانت ديمة تخمّن أيَّ اتّجاهٍ ستختارهُ عنزتها عندما تهرب منها، حين تلعبان(الاستغمّاية)، والمفارقة أنّ هذه الموهبة الفريدة كانت سببًا في ابتعادها عن النّاس؛ لأنّها كانت تسمع ما يقوله الكبار، والصّغار عنها من كلام سلبيّ كونها مريضة.

تقول الكاتبة على لسان ديمة: عرفتُ أنّهم يحتقرونَني… ويرفضون ملامحي المختلفة، وينزعجون من مظهري الخارجيّ، ومن تلعثم لفظي، وبطء حركات جسدي.

معاناة ديمة:

بعدما عرفت ديمة ما يقوله النّاس عنها قرّرت اعتزالهم في غرفة صغيرة في بيت جدّتها (مليحة)، وبعد أن سافر أبوها إلى أوروبّا بحثًا عن علاج لها، بعد وفاة أمّها، بذلك ظلّت ديمة وحيدةً، دون إخوةٍ أو أصدقاء، ولا سيّما أنّ المدرسة الحكوميّة رفضَت قبولها، ولم تكن في مدينتها مدرسة تعليميّة لمَن كانوا مثلها.

هُنا تُرينا الكاتبة كيف يتخلّى المجتمع عن هؤلاء الأطفال بشكلٍ تدريجيٍّ؛ فالبداية من الأهل الّذين يعدّون الطّفل المريض مصيبة حلّت بهم، والدّليل أنّ الجدّة مليحة تحبّ ديمة، وتعتني بها، وتحكي لها الحكايات الجميلة، لكنّ ديمة تقول بأنّ جدّتها تراها: مثل “مصيبة أصابت ابنَها” وهنا نلمس مدى معاناة تلك الشّريحة من الأطفال الّتي تعاني من المقرّبين أوّلًا، ثمّ من الأصدقاء حين

يرفضون اللعب معهم، ثمّ من المدرسة الّتي ترفضُ اندماجهم مع الطّلّاب الآخرين، ثمّ من الدّولة حين لا تبني مؤسّسات مؤهّلة لتعليمهم، واحتضانهم.

مساعدة الأبّ؟

الاختراع الأوّل:

تمكّن والد ديمة وهو عالم مشهور في علم الفيزياء الكونيّة من اختراع “العنزة شقراء”، وهي مصنوعة من الألمنيوم الرّقيق المزوّد بحسّاسات نابضة متّصلة بمزوّد الطّاقة فيها”.

الجميل أنّها تبدو للرّائي عنزة حقيقيّة من “جلد وشعر”، إنّها باختصار “عنزة من الخارج، وكائن آليّ من الدّاخل” واللافت أنّها تستطيع الكلام بجميع اللغات البشريّة، حتّى القديمة، وسنرى لاحقًا أنّها تستطيع قراءة المخطوطات القديمة، ومن حبّ الأب لابنته، أن جعل هذه العنزة هديّة عيد ميلادها الرّابع.

أمّا علاقتها بديمة، فهي جميلة؛ العنزة شقراء تحبّ صاحبتَها، تقول ديمة: ” تحبّني بصدق، وتراني طبيعيّة.. دون أن تلقّبني بِلقبِ مُعاقة، أو متخلّفة، أو منغوليّة”.

الاختراع الثّاني:

الاختراع الثّاني هو نظريّة الفجوة النّورانيّة، حيث اشترى بيتًا قديمًا مهجورًا منذ العصر العثمانيّ، فبنى فيه غرفة سفليّة، وجعلَ لهذه الغرفة بابًا يُفتحُ بإدخال شيفرة سرّيّة إلى جهاز التّحكّم المقترن بالبوّابة عبرَ منظومة كهروذريّة.

أمّا الطّابقُ العُلويّ، فسكنتْ فيه ديمة مع أصدقائها، وجدّتها، وحُوِّلَ إلى مدرسة، سُمّيت(بيت ديمة).

كان عمل الأب وفق قول الكاتبة على لسان ديمة: “أخرج الأطفال من “سجونهم” في بيوت ذويهم بجريمة أنّهم يعانون من إعاقاتٍ ما، وأنشأَ بيت ديمة من أجلي، ومن أجلهم ليقودنا جميعًا نحوَ النّور، والحريّة، والفرح”. وقد ضمّت المدرسةُ العديد من الأطفال الّذين رفض أهاليهم في البداية انضمامهم، ثمّ وافقوا حينَ جهّزَ والد ديمة كلّ شيء على نفقته، وبعد ذلك صار هذا البيت يحوي على غرفة سرّيّة ستنطلق منها الرّحلاتُ لتعليم الأطفال، وترفيهِهم، فإلى أينَ كانت تلك الرّحلات، وما الغايةُ منها؟

يقول إميل زولا:” لا شيء يطوّر الذّكاء مثل السّفر”، ويقول مارك توين: “يجب أن يسافر المرء ليتعلّم”.

اختارت الكاتبة فكرة السّفر من خلال رحلات بيت ديمة، وكان اختيارًا موفّقًا، فالسّفر يمكّن الأطفالَ من اكتشاف أشياء جديدة، وتوسيع آفاقهم من خلال التّعرّف وتجربة أشياء جديدة في مجالات مختلفة، عدا عن تعزيز الثّقة بالنّفس لديهم، حيث يمكن لهم تجربة أشياء جديدة، والتّحدّث مع النّاس من خلال السّفر، وهذا يزيد تعزيز الثّقة بأنفسهم، ويُحسّن مهارات التّواصل عندهم.

السّفرات؟

أوّل سفرة كانت إلى مدينة إنكليزيّة، تمّت في الطّابقِ الأرضيّ، وتشرح الكاتبة للأطفال عن طريقة عمل البوّابة الّتي سيسافرونَ من خلالها، فالأب يُدخلُ الرّقم السّرّيّ في حافظة إغلاق الباب الفولاذيّ، فيُفتحُ ويتوهّج إطاره بضوء أحمر، ومن ثمّ يضغط على لوحة الشّاشة في جهاز التّحكّم المقترن بالغطاء الكربونيّ للفجوة النّورانيّة عبر منظومة كهروذريّة، رفدَها بتفاصيل

الزّمن الّذي ينبغي الانزلاق إليه، ثمّ يثبتُ عدد المسافرين، وأعمارهم، وأوزانهم، فتنفتح الفجوة النّورانيّة، وينزلق الجميع، فيصبحونَ في بيت العمّة (نجيبة)، ليحضروا حفل الزّفاف في تلك المدينة الأوروبيّة.

أمّا السّفرةُ الثّانية، فتدهشنا الكاتبة حيثُ تأخذنا إلى الجنّة! حدث ذلك عندما طلبت ديمة من أبيها في عيد ميلادها الحادي عشر أن تزور أمّها في الجنّة، الأمّ الّتي كانت طبيبة، استقالت من عملها لترعى ابنتها المريضة -عدا عن إعاقتها- بثقب في القلب، ثمّ قضت وهي تمسك يدها، حين دهسَتها سيّارة، وطبعًا والد ديمة لبّى رغبتَها، فانطلقوا بعدَ صلاة الفجر، وعندَ الوصول رأوا “امرأة سمراء بملامح رقيقة، وابتسامة حنونة.. تلبس ثوبًا أبيض فضفاضًا”، فرحّبت بهم، وقالت لديمة: لقد أصبحتِ صبيّة جميلة” وترينا الكاتبة أنّ الأمّ دخلت الجنّة لأنّها لم تقبل إجهاض ديمة حين علمت بمرضها، ولأنّها دفعت حياتها لحماية ابنتها، وهنا توصل الكاتبة رسالة ذكيّة، وغير مباشرة للأمّهات اللواتي لا يتقبّلنَ قضاء الله، وقدره، لكن المفاجأة تكمن أنّ الكاتبة جعلت أمَّ ديمة تعود معهم إلى الحياة، وأرى هنا أنّ ذلك ما هو إلّا دافع لا شعوريّ نابع من أعماق الكاتبة في تمنّيها عودة أمّها الرّاحلة إلى الحياة، ولا سيّما أنّها تكتب كثيرًا عنها، وتسمّي نفسها ” ابنة نعيمة”، عدا عن ذلك فالكاتبة سناء اختارت اسم (نعيمة) للمعلّمة في روايتها، المعلّمة ذات الحنان الكبير، والقلب الطّيّب، الّتي تعمل بتفانٍ كالأمّ في (بيت ديمة)، وحين يأتي هذا الإسقاط اللاشعوريّ، نكون أيضًا أمام جرأة إبداعيّة غير متوقّعة، فالزّيارة معلوم أنّه من خلالها نرى مَن نريد، ومن ثمَّ نعود، لكنّ الكاتبة كسرَت أفقَ توقُّعنا، وجعلت الأمّ تعود مع زوجها، وابنتها، لتشرفَ على الاعتناء بها ومساعدة الأب في بيت ديمة.

السّفرة الثّالثة: كانت إلى غزّة، فأمّ ديمة أصرّت أن توصل رسائل أبناء غزّة إلى ذويهم، وكالعادة سافروا عبرَ الفجوة، فوصلوا إلى الأنفاق السّرّيّة، ورأوا الأبطال ومنهم: الزّعيم محمّد (دياب إبراهيم، أبو خالد)، الّذي كان مشلولًا، مقطوع اليد، أعور، وأخذَ الرّسائل من أمّ ديمة الّتي أخذت معها بعض الأطفال المعاقين من ضحايا الحرب في سورية، ولبنان، والعراق، وليبيا، وتونس.

السّفرة الرّابعة” التقوا (أفلاطون) الّذي ترجمت العنزة شقراء قوله ينبغي أن نتخلّص من ذوي العاهات، لا مكان لهم في مجتمع الجمهوريّة المثالية الّتي يدعو لإقامتها، لأنّهم” فئة خبيثة، علينا أن نقضي عليهم”. والجميل هنا هو سؤال(ناهض) الطّفل الغزّاوي عن أفلاطون: هل هوَ صهيونيّ”؟ فأطفال غزّة يعتقدونَ أنّه لا يمكن لأحد أن يكون شرّيرًا سوى العدوّ الصّهيونيّ الّذي يرتكب المجازر بحقّهم. وتكتمل الصّورة حين يضيف صديقُه (مراد): “فالصّهاينة هم من يذبحون الأطفال، والكبار”، ثمّ يحذّرهم (سقراط) تلميذ أفلاطون منه، فيهربون، ليجدوا أنفسهم في مصحّة للأمراض العقليّة، والجسديّة في بريطانيا، في العصور الوسطى، فيكتشفونَ أنّه رغم جمال المكان إلّا أنّ فيه غرفًا مقفلة تنبعث منها أصوات بكاء واستجداء، وفيها أطفال مكبّلون بالأغلال، فيتساءل ناهض: “هل هذا المكان معتقل صهيونيّ لتعذيب الأطفال”، فيردّ (رجائي) العراقيّ: لا، بل هذا معتقل أمريكيّ لتعذيب أطفال العراق، وإبادتهم”.

أمّا(رشيدة) السّوريّة، فتقول: لا، هذا المكان بكلّ تأكيد هو سجن للإرهابيّين في سوريا، حيث يُقتل الأطفال فيه دون ذنب، أو سبب”.

السّفرة الخامسة: تأخذنا الكاتبة مع الأطفال إلى العصر الحديث لترينا طفلة مربوطة في قبو منذ سنوات، لأنّ أهلها يشعرون بالعار منها، فهي عاجزة عن الكلام والسّمع، فيأخذونها معهم إلى بيت ديمة.

السّفرة السّادسة: إلى صحراء العرب في العصر الجاهليّ حيث نرى طفلًا أعرج يطارده الأطفال قائلين: “يا أعرج يا ملعون!”، بذلك يكتشفون أنّ الجاهليّين كانوا يعاملون المعاقين بوحشيّة، فيأخذونه، ويهربون.

السّفرة السّابعة: يصلون إلى محيط أزرق جميل، فيرون مكانًا للحَجر الصّحّيّ لمرضى الجذام، الّذين يتمّ حرقهم للتّخلّص منهم، فيهرب الجميع.

السّفرة الثّامنة: إلى زنزانة لتحقيق حلم (سوناتا) برؤية أبيها المعتقل، وهناك يلتقي الأطفال بالشّيخ أحمد ياسين الّذي يبتسم لهم، وهو على كرسيّه المتحرّك، والعبرة الجميلة هنا حين يقول للأطفال بأنّه لم ير نفسه يومًا معاقًا.

السّفرة التّاسعة: إلى مسجد يعجّ بالمصلّين، ويلتقون بالإمام (التّرمذيّ) الّذي رحّب بهم، وحدّثهم أنّ الرّسول الكريم كان يرفق بالمعاقين، وعدّدَ لهم أسماء شخصيّات تاريخيّة دينيّة كانت معاقة مثل: أبان بن عثمان بن عفّان، الفاتح بن موسى بن نصير، السّلطان تيمورلنك، وغيرهم.

يزورون لاحقًا الإمام الباز، وطه حسين، والمعرّي، والخليفة عمر بن عبد العزيز حيث يخبرهم بما أصدره من قوانين للمعاقين، والوليد بن عبد الملك الّذي يريهم المؤسّسة الّتي أنشأها لرعاية المعاقين، ويقابلون بشّارًا بن برد، وعلماء، وموسيقيّين، وأدباء، وأمراء، ورسّامين، وإعلاميّين من ذوي الإعاقات، وبذلك توصل الكاتبة الفكرة بذكاء إلى الأطفال المعاقين: “الإعاقة لا تمنع الموهبة وإثبات الوجود والتّميّز والبطولة والفوز والحكم”.

منوعات